من المسئول عن حادثة قتل المغاربة
الطريق متعرج و بدائي و غير آمن. الموت يرفرف فوق واحد و أربعون مغربي و مغربية. اسر تبكي أحباءها بوجع الفراق و اللقاء المندثر. و تمسح بخوف القادم من أيام الاحتياج و الفاقة و فقدان معيلها.
ترى من المسئول، سائق ربما أغرته نومه خفيفة، أم رب الحافلة القديمة المتهالكة، أم الطريق.. الطريق الملتوي الذي لم يساعد السائق في شق طريقه نحو محطة الأمان.
من المسئول، في وطن يقسم فيه المغاربة الى قسمين، مغاربة الوطن النافع و مغاربة الوطن المغضوب عليه.
وما زال المغربي يتساءل، بماذا أنا مغربي ؟
أهل الحل و العقد، يستبلدوننا و يتهمون عقلنا بالبوار، حينما يعلقون فشلهم في تسيير دواليب الدولة، على السائق و المناخ.. الشعب نفسه في سترة السائق الذي يقع في الخطأ و من ثم يقع عليه، و المناخ ذاك الضمير الساكن ذاك الحلاق الذي يعلق كلما سقطت صومعة(الكوارث). و المخزن دائما هو الملاك و هو المنقد و هو الصدر الرحيم الذي تلجأ اليه أجساد القتلى من أبناء الشعب ليدفنها بأموالها التي كانت من الممكن أن تعبد بها الطريق و تهيأ وفق الشروط الضرورية لسلامة المسافرين عوض أن تصرف على الزائدة الدودية من جمعيات و أحزاب صفراء و على المهرجانات و القصور الملكية التي لا يسكنها أحد و القائمة طويلة بقائمة العصابات التي نهبت ثروات البلاد و مقدراتها المالية و تلقت وسام المهرج الببغواتي ( عفا الله عما سلف).
الوطن بواجهتين، وطن تهيأ له بنية تحتية رفيعة، بدفتر تحملات مصادق علي بعيون تائهة لأنه مشروع فرنسي. وهو محور طنجة- الرباط-الدارالبيضاء.. ووطن آخر و طن المغاربة المغضوب عليهم و الذين يتحملهم هذا المخزن عنوة بكونهم عبئا ثقيلا عليه.
كيف يكون المغربي مغربيا، هل بدفع الضرائب للدولة، أم باستهلاك المواد الغذائية لشركة اونا الملكية، أم بتقديم الشرعية لهذا المخزن برمي ورقة تافهة في صندوق انتخابات المهزلة.
فمن المسئول.. كلنا مسئولون:
الشعب، الذي مازال يعتقد أن قفة رمضان و المأدونيات و دفع تكاليف دفن الموتى هي هبة ملكية و ليست حقه في ثروات البلاد و التي يجب أن تصله بطريقة تحترم كبرياءه.. وليس باليد العليا و اليد السفلى.
الحكومة، أو الواجهة الأمامية للمحل السياسي، التي جاءت لتحارب الفساد كما قالت، فإذا بها جاءت لتمثل مسرحية اكتشف كواليسها الأطفال قبل الكبار.. فبدأت تخرج بطلات دونكيشوتية، لم يشهدها المشهد سياسي المغربي أبدا.
المخزن، أو الحكومة الحقيقية، وهي التي تتحكم في كل شيء، في الاقتصاد و السياسة و الدين و الثقافة..تتحكم في كل شيء.. حتى أنه إذا بكى طفل من الجوع يجب أن نسألها عن ثمن حليب سنطرال، أو إذا طرد عامل في شركة رونو يجب أن نسألها عن الضمانات القانونية للعمال..
في النهاية الذي قتلوا في حادثة سير، ليسوا في حاجة من يدفع عنهم مصاريف دفن الموتى، فدفنهم من مقدسات المغاربة، آلفوا التضامن و التكافل فيها.. بل كانوا يحتاجون إلى حس المسئولية ،الى طريق معبد ببنية تحتية قوية.
ترانيم
لحظة كآبة
هو الجرح
ينزف قيحا و دما.
هو الحزن
يتقيأ وجعا و ألما.
هو أنا
خاصمني الحظ
فارقني الحلم
صرت قزما.
أفتش في نفسي
عن نفسي
عن جوهرة الحب
في عمق ضلوعي.
ألملم ما تبقى
من ذكرياتي
و همس الليالي.
أستوقف البسمة
حين ترفرف بعيدا عني.
إلى أين رحيلك
إلى أين رحيلك
يا رفيقة الفرح
ترحل دوني.
أنا مازلت أنا.
أنافق وضعي
أرقص
أدندن
أنتشي بخمري.
في وحدتي
يطل همي
يمتطيني وجعي
أمزق قناع فرحي
ألعن زيف نشوتي
أعانق دقائق عمري
وأسافر
بوجعي
.أسافر وحدي
زحزحة الرحيل
دموع الوطن
ودموع أمي
وحكاية شعب ضعيف
يبحث في جهر القصيدة عن المعنى
عن الانفلات من رقابة الرب البعيد
يسكننا الحزن حينا
يقبلنا الوجع حينا
وكلما أشتد بنا الهوس
نمضي ... حيث نريد
يا هذا الذي يرقب ظله بظله
يا هذا الذي يمشط أرصفة دروب الوطن
من شرفاء الوطن
توقف
آما حان لك أن تمضي
آما حان لك أن ترحل
آما حان لك أن تزحزح نفسك عن الوساخة قليلا
يا هذا الذي يرقب نفسه ملكوتا في السماء
لست إلاها
لست إلاها
أنت من كل هذا الشعب
فانحني تواضعا
أوسافر بنفسك مع كل الرؤساء.